مواطن يتمنَّى لو كان ثرياً ليستطيع التهرُّب من دفع الضرائب
١٤ نوفمبر، ٢٠١٨

تمنَّى المواطن هاني أبو التلاوين لو لم يكن من صغار الكسبة ذوي الدخل المحدود، بل ثرياً بأرصدة وعقارات واستثمارات ونقود تفيض من جيوبه، ليستطيع التهرُّب من دفع الضرائب.
وقال هاني إنَّ امتلاكه النُّقود كان سيساعده على شراء كبار المسؤولين والمناصب ووضعها في جيبه الصغير “وحينها، سأفصِّل قوانين على مقاسي، ولن يجرؤ أحدٌ على المساس بأموالي. أما في دائرة معارفي التي لا تتجاوز صاحب المنزل والدكان، فمن السهل استباحة جيبي، إذ إنَّ أحداً منهم لن يساعدني لأقنع الدولة بأنني أكاد أعيش بلا دخل، وأمضيت طيلة حياتي على الدَّيْن”.
وتابع متنهداً “آآآه لو، لأنشأت مؤسسة كبرى تضمُّ قسم محاسبة تقتصر وظيفته على التلاعب ببياناتي لتظهرني متكبّداً خسائر فادحة، فأحظى بالأرباح دون مشاركتها مع أحد. وحتى لو اضطررت لدفع الضريبة، لن أجد صعوبة في الهرب ووضع أموالي في بنوك خارجية واكتساب جنسية جديدة محترمة، ثم التخلي عن جنسيتي الأصلية والعودة كمستثمر أجنبي قد الدنيا يحظى بالإعفاءات المخصصة لرأس المال الأجنبي”.
وأكّد هاني أنه حتى بأسوأ الأحوال، إن لم يجد مفرّاً من الدفع، فمن السهل عليه حسم قيمتها من رواتب موظفيه، أو مضاعفة ساعات دوامهم لتعويض الخسارة”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.