لايف ستايل، الحدود تسأل والحدود تجيب

هل يمكن أن تصل إلى عملك في الموعد؟ الحدود تسأل وتنتظر آدم أن يصل ليجيب

Loading...
صورة هل يمكن أن تصل إلى عملك في الموعد؟ الحدود تسأل وتنتظر آدم أن يصل ليجيب

كتب صالح عواصمة:

في الواقع، قراءنا الأعزاء، نعم، يُمكن أن يحدث ذلك بالفعل، على الرغم من أن أحداً منكم لم يشهد ذلك بأم عينه، إلا أنّه ليس دليلاً على عدم حدوثه. وكما وثّق العلماء كثيراً من من الظواهر الكونيّة دون أن نراها، وكذلك الوصول إلى العمل في موعد بداية الدوام.

لقد سمعت أن اليابانيين يصلون إلى أعمالهم في الموعد المحدد؛ بل ويعتبرونه أمراً طبيعيّاً، ولا يقتصر الأمر عليهم، فهناك من يزعم أن تلك الظاهرة مُنتشرة لدى الأجانب في أمريكا وكندا وأوروبا.

أعتذر عن هذه المُقدّمة الطويلة، سأترك الكلمة الآن لخبير الحدود في شؤون إدارة الوقت آدم حازميين ليقدّم لكم النصائح القيّمة التي ستُمكّنكم تحقيق هدفكم والوصول إلى أعمالكم في الوقت المُحدّد وتجنّب البهادل والعقوبات من مدرائكم.

… للأسف لم يصل الخبير آدم بعد، وسأضطر أنا إلى مواصلة الكتابة لبضع دقائق أُخرى، فقد أكد لي آدم أنه على وشك الوصول وطلب مني الاعتذار بالنيابة عنه منكم جميعاً فرداً فرداً، وكما يقول المثل: الغائب حجته معه، في الحقيقة، لم يسبق لآدم أن غاب أو تأخّر عن الدوام دون أن يُحضر لنا رزمتيّ حجج مقنعة ليُبرّر ذلك.

… القراء الأعزاء، أنا سكرتيرة السيّد صالح عواصمة أميمة خفافيش، وأنقل لكم اعتذاره عن عدم مواصلة الكتابة، فقد قرّر المُغادرة لأنه ليس طرطوراً عند آدم ليكتب المقال نيابة عنه، ولأن رئيس التحرير لا يقدِّر حضوره للدوام على الموعد، ولا يُعطيه أي مُكافأة أو علاوة كما يفعل مع آدم؛ سأستلم الكتابة نيابةً عنه ريثما يصل آدم إلى مكتبه. لا تقلقوا فقد أكّد لي أنه اقترب كثيراً، ولكنه مع الأسف علق بأزمة خانقة، وسيكون معكم خلال دقائق معدودة ليُعطيكم الجواب الشافي حول السؤال الذي يتمحور حوله المقال.

… لعنة الله على آدم، لقد كتبنا ما يُعادل مقالين ونحن ننتظر أن يُشرّفنا بالحضور، لا أعلم إن كان هذا المقال سيخرُج إلى العلن، خصوصاً أن “المستر آدم” أكّد لنا أن إطار سيارته قد ثُقب فتعرّض لحادث مروري مروّع ومع الأسف خرج منه سالماً، وما أن نزل من السيارة حتى التوى كاحله فوقع أرضاً ووقفت سيارة بجانبه ظنها آتية لمُساعدته لكنها اختطفته وطلبت فدية مقابل الإفراج عنه، وحين علمت جدته بذلك توفيت للمرّة الثالثة ولا يوجد أحدٌ من العائلة يتكفّل بشؤون إقامة عزائها سواه.

سأغادر الآن، وأترككم بانتظار آدم، فقد حلف بشرفه منذ ساعة ونصف أنه يقف تماماً عند باب المكتب وسيدخُل ويُكمل الكتابة خلال خمس دقائق.

كتب آدم نواح الحمام:

شعورك تجاه المقال؟