مواطنون يشتكون من تحرّش الحكومة بهم جنسياً
١٧ يوليو، ٢٠١٤
في سابقة تعتبر الأولى من نوعها٬ كشف عدة مواطنين عن تعرّضهم للتحرش الجنسي على يد الحكومة. وأكّد بعضهم أنّهم يفكّرون حالياً بالتقدّم ببلاغ رسمي في أحد المراكز الأمنية٬ لكن خوفهم من أن يتعرضوا للتحرش مرة أخرى في ذات المراكز الأمنية يمنعهم حالياً من الوصول إليها. مراسلتنا لمياء شطّوف استبقت الخبر، وأعدّته، ومن ثمّ عادت وجاءتنا بالتالي:
تتصاعد في الآونة الأخيرة أصواتٌ مطالبة برفع الأصوات المطالبة بكفّ يد الحكومة عن جيوب المواطن وأعضائه الأخرى. عيسى الكربوني (٢٨ عاماً من عمًان) أكّد لنا: “شعرت بأيادي تتلاعب في جيوبي لأوّل مرّة قبل سبع سنوات عندما تسلمت مرتبي الأول” وأضاف: “كنت أحس بأيادي تتلمسني أينما ذهبت لشراء شيء ولا زالت كذلك حتى اليوم، حتى أنني شعرت بها عندما هممت بدفع أجرة التكسي في طريقي إليكِ”.
تجدر الإشارة إلى أن ضحايا هذه الظاهرة ليسوا من فئة إجتماعية معينة، رجال ونساء وأطفال من مختلف الأعمار ومن مختلف المحافظات كلهم تعرضوا للتحرّش ذاته. محمد ثعباوي، ٤٣ عاماً، أكدّ لنا: “أيقنت الأسبوع الماضي أنني سأتقدم ببلاغ شكوى بعدما صار مستحيلاً علي أن أضع يداي في جيوبي، فكلّما وضعت يدي في جيبي وجدت أيادي أخرى هناك، توقفت عن وضع محفظتي في جيوبي الخلفية بعدما باتت تلك الأيادي تتلاعب بي هناك”.
ولا تتوقف هذه الظاهرة هنا، أم عمران، ٨٢ عاماً، اعتادت أن تخبئ مالها في عُبّها منذ مطلع القرن الماضي، لكنها اليوم تحنّ إلى أيام المقايضة والمبادلة، بعيداّ عن هذه الأيدي. حفيدة أم عمران، ميس ٦ أعوام، أخبرتنا “هديك اليوم رحت عند عمو الحج الدكان، أجيب شوكولاتة، بس بعدين أجت إيد كبيرة وأخدت نص دينار مني أنا وعمو وتيتا”.
ويشير مراقبون إلى أنّ لهذه الأيادي عدّة أوجه، فقد عُرفت في الماضي بالأيدي التي تكمّم الأفواه ٬ أو في حالات أخرى الأيادي التي تقيد الحريات. وبحسب عامر (اسم وهمي)، “كنت أحس بأيادي تتلاعب بمؤخرتي كلّما سحبت المحفظة، لكنني وعندما بدأت أقول للناس عن ذلك، وجدت أنها صارت تغطي فمي أيضاً. في النهاية أمسكت هذه اليد بعصا وضربتني بها ففهمت القصّة”.