أمٌ تُعدُّ أبناءها للديموقراطية بسؤالهم عمَّا يرغبون بتناوله قبل أن تطبخ الملوخية على أية حال
٣٠ أغسطس، ٢٠١٨

بادرت السيدة تماضر محاسيس بسؤال أبنائها صباح اليوم عن الطبخة التي يريدون أكلها اليوم، ليؤكِّدوا أنهم يرغبون بالمحاشي أو المقلوبة أو الكبسة، قبل أن تشرع بطبخ الملوخية على أيَّة حال.
وقالت تماضر إنها اضطرت لتجاهل ما اختاره أبناؤها “فهم ما زالوا صغاراً غير جاهزين للتعاطي مع عدة خيارات، لعدم معرفتهم بما يريدونه وما هو الأنسب لصحتهم”.
وأكَّدت تماضر أن عملية السؤال وعرض النتائج تميَّزت بالشفافيَّة “حتَّى أن الجميع شاركوا بالإفصاح عن رغباتهم، وقد أشرفت بنفسي أنا وزوجي على نزاهة العملية. وبعد مراجعة قائمة الطبخات التي رشَّحها أبناؤنا، استبعدت إعداد المحاشي لاستهلاكها الكثير من الوقت، والكبسة لوجود كثير من السوس في أرز بسمتي، ولم يبق خيارٌ سوى الملوخية التي لم يصوِّت لها أحد، رغم أنني أحبها كثيراً ولدي الكثير منها، ففازت بالتزكية”.
وأشارت تماضر إلى وجود ضغوطات كبيرة لإعداد المقلوبة “ولكنهم لا يدركون قدرتي بالالتفاف على مطالبهم ووضع باذنجان مرّ في الطبخة، وهو ما سيدفعهم إلى تقبيل قدمي لقاء لقمة ملوخية؛ لذا، أعددتها سلفاً لأختصر عليهم وجع الرأس هذا كله”.
وأضافت “علمت من حبيبي حمودة الصغير استعانة البعض بوجبات خارجية لتجاوز قراري. حسناً، ليفعلوها اليوم، وغداً، وبعد غدٍ، ولنرَ من سيطعمهم عندما ينتهي مصروفهم ولا يجدون من يعطيهم مزيداً من النقود”.
وأكدت تماضر أنها لن تتردَّد بحبس كلِّ من يحتج على الملوخية في غرفته “لاعتراضه دون الحصول على إذن خاص مني، كما سأمتنع عن الطبخ ليومين متتاليين، إلى أن ينهوا قِدر الملوخية بأكمله. هذا ما لدي، ومن لا تعجبه الحال، يمكنه العثور على أم أخرى تطعمه وتدلعه، ولن يجبره أحد على البقاء هنا”.
وتوقَّعت السيدة تماضر أن يستوعب أولادها الدرس بشكل صحيح في نهاية الأمر “وعندما أسألهم عن الطبخة التي يرغبون بها يقولون لي: أي شيء ترغبين به يا ماما، سيري ونحن من ورائك يا ماما، أطبخي ونحن نأكل. معك حتى لو وضعتِ لنا سمَّ فئران في الطعام”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.