تركيا، وصفر وجهات أخرى تستطيع الذهاب إليها هذا العيد
١٨ أغسطس، ٢٠١٨

لا بدَّ أن تكون الإعلانات السياحيّة الكثيرة التي تراها على الإنترنت والتلفاز والصُحف قد أغرتك باستغلال عُطلة العيد لزيارة أحد الأماكن الجميلة والترويح عن نفسك، بدلاً من التمدُّد على الكنبة الكبيرة ومراقبة السكون في الجدران كما تفعل عادةً.
وكما عوّدك الواقع على تحطيم أحلامك وطموحاتك، فإن السفر إلى تلك الأماكن ليس مجرد نُزهة جميلة. في الواقع، إنه ليس نُزهة أصلاً، لأنّك لن تذهب إلى أي وجهةٍ منها، فهي تحتاج لأموالٍ طائلة تُثقل ميزانيّة قارون شخصيّاً، وتأشيرات سفر لن تحصل عليها إلا بمُعجزة.
والسؤال الآن، هل يجب أن تُلغي مخطَّطات السفر وتفكّر على أي شُباك أو شُرفة ستقضي إجازتك؟ بالطبع لا، يمكنك الذهاب إلى سوريا .. لحظة، للأسف، لم يعد هنالك سوريا. حسناً، ماذا عن مصر؟ آه! وهذه صعبة أيضاً، فأنت لا تريد أن تقضي مثل ريجيني. يبقى لدينا بلد وحيد ما زالت أبوابه مفتوحة لك في كُل وقت، وحتى لو لم يكن ذلك البلد العظيم، لكنه يبقى أفضل من اللاشيء أو من السياحة الداخليّة التي ستُكلِّفك أموالاً أكثر من زيارته.
أجل، تُركيا، تركيا هي الحل، تركيا أولاً، تركيا ثانياً وثالثاً ورابعاً وخامساً. تركيا، رغم أن ذهابك هناك سيشعرك أنك لم تخرج من عقر حارتك نظراً لعدد العرب الذين يقضون عيدهم هناك، فهي جميلة ذات طبيعة خلَّابة ومعالم مُميّزة. نحن نعرف أنها ليست كأوروبا أو أمريكا أو ماليزيا التي نتمنى جميعاً زيارتها، لكن، هذه حال الدُنيا يا صديقي، ولا يُمكننا الاعتراض على مشيئة الخالق وخططه لحياتك البائسة.
كُل شيء أفضل من الجلوس في المنزل، والرائحة تبقى أفضل من العدم، حتى لو كانت رائحة إردوغان الذي أدخل الإرهابيين إلى سوريا وانتهك حقوق الأكراد ومنع حُرية الرأي التعبير، لا عليك، فأنت ذاهب للمُتعة فقط، ولا تقصد، أنت وأفواج المسافرين، دعم اقتصاد بلاده المُتهالك، وإنقاذ ليرته الساقطة، وإطالة بقائه في السُلطة ليستمر بمُمارسة ذات الانتهاكات.
لكن المبادئ مكلفة جداً. لقد كلّفت آخرين حياتهم، وقد تكلّفك زيادة بضع مئات من الدولارات للذهاب إلى شرق آسيا، وهو مبلغ خسارته أكثر إيلاماً من خسارة روحك. آآخ على شرق آسيا، كم كُنت أتمنى أن أذهب لأرى سور الصين العظيم، لكن لا بأس فهناك مضيق البسفور الذي يربط آسيا بأوروبا. آخ على أوروبا، حيث الجبال والأنهار والخَضَار والتأمين الصحي. آخ يا رقبتي، أتمنى لو أتمكن من علاج ألمها.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.