انتهاء عطلة نهاية الأسبوع أثناء قراءتك هذا العنوان
٠٣ أغسطس، ٢٠١٨
أجل، انتهت عطلة نهاية الأسبوع بمجرد قراءتك العنوان أعلاه، هيّا يا شطور، جهِّز نفسك للذهاب إلى الدوام.
وبقراءتك الكلمات الثلاث وعشرين الماضية، تكون قد ضيَّعت فرصة الاستحمام وحلاقة ذقنك، وسيعاقبك مديرك بخصم راتب نصف يوم. أما مع وصولك إلى هذه الكلمة، لحظة، الآن تماماً، فأنت بالتأكيد قد تأخّرت على موعد الدوام، وسيُخصم ما تبقى من راتب اليوم.
نحن الآن في الفقرة الثالثة، وهو ما يعني أنَّ الدوام قد بدأ وعاد الوقت ليسير ببطء شديد، وباستطاعتك أن تعيد قراءة الفقرتين السابقتين عشر مرات، ثمَّ تقرأ هذا المقال، والمقالين الذين سيتمُّ تحميلهما أدناه، ثمَّ تعود إلى هذه الصفحة لتقرأ كلَّ ما فيها مجدداً، وبعدها، إقرأ هذا المقال أيضاً، وخذ وقتك بالاطلاع على منوعات الحدود البصريَّة من هنا، لعلَّ وعسى أن تمر عشر دقائق. لكنَّ كلانا يعلم أنَّها لن تمرّ.
ياه ما أسوأ حظك، لقد قرأت كلَّ هذا الكلام ولم يحن موعد استراحة القهوة حتى، يا إلهي كم يمرّ الوقت ببطءٍ الآن. يا للملل! كيف يمكن لوظيفة أن تكون مملة لهذه الدرجة؟ هل أنت مُدخل بيانات؟
لا عليك، بإمكانك تعلّم لفِّ قلمٍ على أصبعك دون وقوعه، لكنَّك ستفشل حتى باكتساب هذه المهارة التافهة. لا بأس، حاول مرَّة أخرى، واكتشف أنَّك لا تتحلَّى بالعزيمة والتفاني المطلوبيْن. صحيحٌ أنَّ عدَّة ثوانٍ فقط مرَّت ولم تستفد شيئاً من هذه النصيحة، إلا أنَّ مظهرك وأنت تمسكُ قلماً وتحاول لفَّة على سبَّابتك أضحك زميلك أمجد وسرَّع من مرور وقته.
ربما عليك التوقّف عن القراءة الآن، وتترك ما تبقى من المقال لوقت آخر، ولكنك تأمل مصادفة نكتةٍ هنا أو هناك تُضحكك وتسرِّع مرور وقتك كما حدث مع أمجد. متى سينتهي هذا المقال أساساً؟ أم أنَّني سأستمر بالسخرية من عملك الممل إلى الأبد؟ حسناً، أتعرف ما الذي قد يستمر إلى الأبد أيضاً؟ نعم، لقد حزرت، دوامك. نحن نعلم أنَّ دوام يومي الخميس والأربعاء انتهى، وما قبلهما أيضاً، لكن ما الذي يضمن لك انتهاء دوام اليوم؟ فهذه الأحداث مستقلّة عن بعضها وانتهاء الدوام في الأيام المنصرمة لا يعني أبداً حتميَّة انتهائه اليوم. وأنت تعلم ذلك جيِّداً، فأنت على الأغلب خريج جامعي وعلى اطلاعٍ بأساسيات علم الإحصاء.
كم صارت الساعة الآن؟ ٩:١٠؟ أوف، حسناً، لقد خدمتك قدر المستطاع، وعليَّ المغادرة الآن، بالتوفيق.