الحكومة اللبنانية تلحق بركب أشقائها العرب وتوقف العمل بحرية الرأي
٢٦ يوليو، ٢٠١٨

تعمل السلطات اللبنانية جاهدة على ردم الفجوة ومدّ الجسور بين لبنان وأشقائه، للتحوّل إلى بلد عربي أصيل، ينتمي إلى محيطه ويقمع حرية التعبير، أسوة بهم.
وقال الناطق باسم رئاسة الوزراء إنه من الصعب على لبنان العودة إلى جذوره الفينيقية “كما أنّنا لسنا فرنسيين تماماً، ولم تعترف بنا سويسرا جزءاً شرقياً منها، لذا، لم يبق أمامنا سوى قبول الأمر الواقع بأن نكون عرباً”.
وأضاف “اصطدمنا مع محيطنا لوجود حرية الرأي عندنا، وهو ما يجعلنا مُختلفين عنهم، وكان لا بد لنا من التخلّص من إرث الانفتاح والحريّة، والتحوّل إلى بلد قمعيّ مثل سائر أشقائنا”.
وأوضح الناطق أن السلطات كلّفت مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية باستدعاء الناشطين المستقلّين والتحقيق معهم وتخويفهم وإجبارهم على توقيع تعهّدات بعدم الإدلاء بآرائهم ومنعهم من استعمال الإنترنت لمدة شهر، إلى حين انتهائها من تفصيل قوانين جديدة تدينهم وتوسعة سجون ومعتقلات تستوعبهم جميعاً.
أما بخصوص الأحزاب ومنتسبيها ومحاسيبها وصحفها وفضائيّاتها، أكّد الناطق أنهم خارج المعادلة “لأنهم لا يعبّرون عن آرائهم الشخصية، بل يعكسون رأي أحد الأطراف الخارجية في البلاد، ولا بدّ من التأكيد هنا أن تلقّي الإملاءات الخارجية يعدّ من أهم الركائز التي نُثبت عروبتنا من خلالها”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.