صفوان الحنّة يكتب: ما الذي استفاده العرب من مقاطعة إسرائيل سوى فقدانهم فرصة مشاهدة مباراة شيقة لميسي وأفخاذ شاكيرا؟
٠٧ يونيو، ٢٠١٨

في الوقت الذي نتطلّع للسعادة التي ستمنحها إسرائيل لنا باستضافتها ألمع نجوم العالم في الكُرة، وإحيائها حفلاً غنائياً للفنانة الجميلة شاكيرا بساقيها وفخذيها الجذابين، تقفز أصوات المقاطعة لتُنغّص علينا فرصة تذوق ثمار السلام والتمتع بها لو للحظات، بعد سنوات من المآسي والتشرد والتيه والنكبات والنكسات.
أجل، إنهم لا يدعون فرصة لينكدوا عيشنا ويكدروا علينا سماء ربنا. ولك يا عمي، من نادى عليكم؟ من طلب رأيكم؟ ألا تعجبكم إسرائيل؟ غادروها، الله معكم، الباب يتسع لجمل وملايين الفلسطينيين، ألم يقنعكم الحل؟ خذوا قلماً مني، على حسابي، واشطبوا اسمها عن الخريطة واكتبوا فلسطين بدلاً منها، أو يمكنكم تغيير القناة وإطفاء الإنترنت ومقاطعة الصحافة، كي لا تعلموا بوجودها أصلاً.
المؤسف، أن هؤلاء الحمقى، يعتقدون بنشاطهم هذا أنهم يحاربون إسرائيل ويزعزون كيانها الراسخ. ها قد أقنعنا ميسي ألا يلعب، واو، حررتم شبرا من فلسطين. أقنعنا شاكيرا أيضا، عظيم! حررتم شبرين، ياي، ياااااي، برافو، استمروا، ولا تحسبوا حساباً لصورتنا كإرهابيين نكره إسرائيل والرياضة والفن والثقافة والحياة.
أتريدون المقاطعة؟ حسناً، قدموا لنا بديلاً عن ميسي وشاكيرا، وإلا، ما الذي سنتفرّج عليه الآن؟ أتريدوننا أن نجلس طوال الوقت نتابع منتخباتكم الوطنيّة وأغانيكم المُعادية للساميّة التي تُحيي صمود الشعب الفلسطيني.
إنني أتقدّم باسمي وباسم الأمّة العربيّة بخالص الاعتذار من إسرائيل عن الجرائم وتشويه السُمعة التي ترتكبها جماعات المُقاطعة بحق شعب الله المختار الصابر المناضل، ونؤكّد لكم أنهم لا يمثلوننا، فنحن نقف في خندقٍ واحدٍ معكم ومع ميسي وشاكيرا.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.