لايف ستايل، خبر

مواطن يطالب راتبه أن يكبر ويصبح رجلاً ويتوقّف عن التصرّف وكأنه مجرد فكّة

Loading...
صورة مواطن يطالب راتبه أن يكبر ويصبح رجلاً ويتوقّف عن التصرّف وكأنه مجرد فكّة

فتح المواطن مالك الأُرطة محفظته صباح اليوم، وراح يرجو راتبه أن يكبر ويصبح رجلاً حقيقياً قادراً على تحمّل المسؤولية هذه المرة، عوض الولدنة والتصرّف كأنه ما زال مجرّد فكّة لا تقوى على إحداث أيّ أثرٍ ملموسٍ بحياته أو حياة عائلته.

وكان مالك قد تعرف على هذه الراتب منذ خمسة عشر عاماً بعد سنوات من البحث عنه، وعندما عثر عليه، اعتقد أنه وجد نصفه الآخر، ليكتشف أنه راتب صغير قاصر مبتدئ يصعب الاستفادة منه، فتحامل على نفسه واستمر بالتعامل معه، إذ كان من المستحيل أن يعثر على راتب بديلٍ آخر.

وقال مالك إنّ احتياجاته كبرت مع الوقت “ورغم ذلك لم يكبر راتبي بشكل يواكب زيادة مصاريفه. ما زال يتصرف كما لو أنه مجرد فكّة، قروش، ملاليم، هللات، فلسات، لا يستطيع تحمّل ولو قرض واحد أشتري به شقّة أو سيّارة، وبالكاد يكفي لتسديد فواتيري أو أجرة تنقّلي، كما كان الحال منذ تعرّفت عليه للمرة الأولى”.

وأشار مالك إلى أن راتبه لطالما وضعه بمواقف محرجة “أمام زوجتي وأولادي و شركة الكهرباء والهاتف والبقّال وبقيّة الدائنين. حاولت إشعاره بخطر تصرّفاته على علاقتنا، فعملت بوظائف أخرى وأتيت برواتب جديدة تختلف عنه، ولكنه لم يبد أي تغيّرٍ في تصرفاته. أعتقد أنه يعرف مدى عجزي عن الاستغناء عنه، وهو ما يكسر قلبي ويجرح مشاعري كلّما نظرت إليه”.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.