أم تقلّد صوت الصاروخ وهي تطعم ابنها كي تهيّئه لمستقبله في المنطقة
٢٥ أبريل، ٢٠١٨

قلَّدت السيدة رقيَّة الإدِّس أصوات الصواريخ أثناء إطعام ابنها وجبة غدائه، في خطوةٍ تهدف لتعويده على المستقبل الذي ينتظره عندما ينمو ويترعرع في هذه المنطقة.
وقالت رقيَّة إنَّها تُعِد سلسلة مؤثّراتٍ صوتيّة متكاملة عند كل وجبة تقدّمها لحبيبها حمّودة الصغير “حيث أشغّل قناةً إخباريَّة وأبدأً بعدٍّ تنازليٍّ قبل رفع الملعقة عن الصحن، ثمَّ أطلق دَويّاً يشبه أصوات الصواريخ، مع مراعاة استخدام صوتٍ مختلفٍ مع كلّ لقمة حتّى تتدرّب أذنه على تمييز أنواع القذائف، وبمجرّد دخول اللقمة فمه أُتبعها بأصوات انفجارات”.
وأضافت “أحياناً أضرب الملعقة بصباحه أو عينه ليألفَ التعامل مع القصف العشوائي، ولا يستغرب سقوط نيران صديقة عليه”.
واعترفت رقيّة أنَّ تدريباتها تلك لن تكون مفيدةً تماماً في حال تم قطع رأس صديقه وهو بجانبه على يد شخص ما “لذا سأُباغته بتقطيع رؤوس ألعابه المفضلة وتغطيتها برب البندورة”.
وأكَّدت رقيَّة أنَّ أساليبها أعطت مؤشرات إيجابية وبدأت بتحطيم آمال طفلها مبكّراً حتى لا يشعر بخيبة الأمل كالتي أصابتها “إذ بدا عليه الخوف في المرّات الأولى، لكن مع القليل من القمع تقبَّل الأمر في الوجبات اللاحقة، ما يشير لسيره بالاتجاه الصحيح حتى يكون جاهزاً تماماً للتعايش مع مُختلف الظروف في الشرق الأوسط”.

شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.