قصة نجاح: أبو الليث كتب اثنين وسبعين تقريراً بزملائه في الجامعة قبل أن ينضم رسمياً لجهاز المخابرات
٢٢ أبريل، ٢٠١٨
لعلَّك عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، حاولت أن تساعد وطنك العزيز مراراً وتكراراً، ولكنَّك لم تستطع فعل سوى صغائر الأمور كدفع المال لشرطي السير، أو شتم من ينتقد الزعيم، وصولاً للتبليغ عمّن يفعلون ذلك لدائرة المخابرات. لكنَّ هذا لا يعني أنَّ جهودك ضاعت سدىً، فحتى وإن لم تحصل على امتيازات وسيارات وصورة مع الزعيم لغاية الآن، عليك الاستمرار ببذل الجهد والبقاء متحفزاً حتى تنال مرادك.
وسعياً منا للحفاظ على حماسك في خدمة الوطن، نعرض لك اليوم مقابلةً أجريناها مع أبو الليث، أحد كبار الضباط في جهاز المخابرات، روى خلالها قصته وبدايته، وباكورة مسيرته المهنية ككاتب تقارير متواضعة بزملائه وأصدقائه وإرسالها إلى المخابرات دون أن يعلم حتى إن كانوا يأخذوها بعين الاعتبار.
الحدود: الباشا أبو الليث، نرحب بأنفسنا في مكتبك، رتبتك الآن مبهرةٌ حقاً، لكن كيف كانت بدايات أبو الليث؟
أبو الليث: أهلاً بك، كانت بداياتي صعبة جداً، فكأي طالبٍ جامعيّ، لم أكن أملك سوى دفتر أسجل عليه محاضراتي وأسماء زملائي والتقارير المفصلة عنهم، حتى أنَّني فوتت على نفسي كتابة تقريرٍ في معارضٍ خائن كان يحشد الآخرين في مظاهرات ضدَّ رفع الأسعار لأنني لم أملك قلماً حينها. إلا أنَّني لم أيأس، واستعرت قلم زميلتي هيفاء لأكتب كل ما شاهدته دون أن أنتظر مقابلاً.
الحدود: متى كانت نقطة التحول؟
أبو الليث: تغيَّر الأمر حين كتبت تقريراً بأحد المحاضرين في الجامعة، تحدَّث حينها عّما يسمى بالديمقراطية دون إظهاره عيوبها بشكل كافٍ، فحصلتُ على مبلغ زهيد دعماً لي، وشعرت بتقدير الوطن لجهودي عندما فُصل المدرس من عمله ثمَّ اختفى.
الحدود: وهل وق…
أبو الليث: بالتأكيد لم يقف طموحي عند هذا الحد، واستثمرت المال الذي كسبته لأشتري أحدث معدات التجسسِّ آنذاك، كمسجلات الصوت والكاميرات المحمولة، وشرعت أكتب التقارير بجودة عالية ودقة لا متناهية وحياد مطلق، فكتبت عن أصدقائي وأعدائي، عن أساتذتي والأساتذة الذين لم يدرسوني وعمداء الكليات ورئيس الجامعة، عن حبيبتي هيفاء وحبيبها فادي، وهو ما أكسبني احتراماً في أروقة جهاز المخابرات والجامعة، وعندما تخرجت بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، دُعيت للعمل مع مخابراتنا، وتسلقت السلم الوظيفي إلى أن وصلت لرتبتي الحالية.
الحدود: شكراً لك على استقبالنا، سررنا بلقائك.
أبو الليث: أهلاً وسهلاً، بالمناسبة، أرجو أن يكون والدك بخير؟ فقد عرفت أنَّه متعب نفسياً من استمرار طبخ والدتك للملوخية.