مهاجر يعود إلى وطنه بعد اكتشافه أنَّ عليه العمل ليعيش في الغربة
٠١ أبريل، ٢٠١٨

اضطرّ المهاجر رمزي طَبْطَبيز للعودة إلى بلاده بعد اكتشافه أنَّ تأمين احتياجات العيْش بالغربة، حتى الأساسية منها، يتطلّب العمل بجدٍّ، حيث فوجئ بأنّ المال لا ينبت على الشجر هناك، ولا ترشّه البلدية في الشوارع كلّ صباح.
وأعرب رمزي عن خيبة أمله ببلاد الغربة التي ادّعى الكثير ممّن يعرفهم بأنّها أرض الأحلام “فلم تُعطني الحكومة راتباً شهرياً لمجرّد إقامتي هناك، واضطررت لاستئجار منزلٍ بدلاً من تأميني بواحدٍ ضمن برنامجهم للتكافل الاجتماعي”.
وأضاف “استمرَّت الحال إلى أن شارف مالي على النفاد بعد فترة وجيزة، ما دفعني للتوجّه إلى الجهات المسؤولة حتى يعطوني راتبي الشهري، لكنَّهم رفضوا ذلك بعد أن أثبتت نتيجة الفحص الذي أجبروني على القيام به قدرتي على العمل، عندها أيقنت أنَّهم لا يهتمون إلا بعبيدٍ يخدمونهم ويفيدون اقتصادهم”.
وأكّد رمزي أنَّ فترة غربته أثبتت له مدى عظمة وطنه “هناك، أنا وحيدٌ بدون أبٍ أو أمٍّ أو عشيرة أو واسطةً تُدبّر لي شؤون حياتي دون عملٍ أو التزامٍ بالقانون، ومهما علت مراتبي سأبقى مُضطراً لبذل قصارى جهدي لأعيش، فحتى موظّفوهم الحكوميّون ومسؤولوهم يعملون كباقي الشعب”.
واعتبر رمزي ما يُشاع عن تطوّر وازدهار العالم الغربي وهماً وكذباً “لم أرَ طيلة فترة وجودي هناك روبوتات عملاقة تتكفّل بشؤون حياة الناس كما كانت تنشر صفحات الفيس بوك، تنظّف بيوتهم وتغسل ثيابهم وتأخذهم للاستحمام وتمضغ الطعام بالنيابة عنهم، بل أن الناس ملزمون بجمع أوساخهم بأنفسهم ورميها بالقمامة، ويفرزونها حسب نوعها كعمّال النظافة”.

شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.