صاحب بقّالة يُكمل سداد ما تبقّى من إيجار محلّه بألف ومئة حبّة علكة
١٣ مارس، ٢٠١٨

علاء حلبي ومحمد عويره ونيفين خربطلي ومحمد عبيس – فريق الحدود لشؤون الدكاكين
أكمل السيّد أبو عمر، صاحبُ بقَّالة “سوبر ماركت أبو عُمر الهوَّايات وأولاده ليس لدينا فروعٌ أخرى لسنا الوحيدين ولكنّنا الأفضل عشرون عاماً من الخدمة يوجد لدينا دخّان” سدادَ ما تبقَّى بذمّته من بدل إيجار المحل بإعطاء مالك المبنى، السيد أبو زهير، خمسين حبَّة علكة بالقرفة.
وقال أبو عمر إنَّه اضطُرّ لتسديد باقي الحساب بحبَّات العلكة نظراً لقدوم أبو زهير لتحصيل الإيجار بداية اليوم “وتبقّى له مبلغ صغير لأنّني لم أبِع بما يكفي بعد، وعندما نبّهني لذلك، حسبتُ كم حبَّة علكة تعادل قيمة المبلغ الناقص ومنحته فوقهنّ اثنتين مجاناً ليعطيهنّ لحفيدته الكتكوتة مَرام”.
وأكَّد أبو عمر أنَّه لم يكن ليفعل ذلك لولا التزامه بمبادئه واحترامه عشرةَ العمر الذي قضاه مع أبو زهير “فلم أؤجِّل إتمام إيجاره حتى أُحصِّل ما يكفي من فكَّة، أو أتجاهل الدَّفع أساساً وكأنَّ شيئاً لم يحدث، رغم تناسيه عبوات المشروبات الغازيّة الزجاجيَّة التي لم يُعدها لي حتّى اليوم”.
وطالب أبو عمر البنك المركزيّ بالسماح بتداول العلكة كإحدى الفئات النقديّة المعترف بها في البلاد “فهي عملة محترمة لا تقلّ مكانةً عن غيرها، حافظت على قيمتها مقابل الدولار كحفاظِها على نكهتها منذ افتتاحي البقّالة قبل عشرين عاماً. وها أنا، اسم الله عليَّ، استعملها لإرجاع الفكَّة للزبائن، وأقايضُها بالبضائع التي يورّدها الموزّعون، وأمنح ابني حمودة الصغير ثلاث حبَّاتٍ يأخذها معه إلى المدرسة يومياً”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.