تغطية إخبارية، الحدود تسأل والحدود تجيب

كيف تحدث مُشاركتك بانتخاب السيسي فرقاً مع أنك تعلم أنه لا يحتاجك أنت ولا صوتك؟ الحدود تسأل والحدود تجيب

Loading...
صورة كيف تحدث مُشاركتك بانتخاب السيسي فرقاً مع أنك تعلم أنه لا يحتاجك أنت ولا صوتك؟ الحدود تسأل والحدود تجيب

لا بدّ أنّك تتساءل عن السبب الذي يدفع حملة السيسي الانتخابيّة للقيام بأنشطةٍ ترويجيّة تدعوك لانتخابه رئيساً، رغمَ معرفتك بعدم حاجته لك ولا لصوتك، كيف لا وقد سحق منافسيه جميعاً حتّى قبل ترشّحهم الرسميّ للانتخابات، وبات يملك اللجنة المُنظّمة وصناديق الاقتراع والمرشّح المُنافس ذاته.

لربّما تجرّأت في خلوةٍ مع نفسك على التفكير بأنّ صوتك لن يُحدث فرقاً في هذه الانتخابات، وبدأتْ الوساوس الشيطانيّة تراودكَ لاستغلال يومِ عطلة الانتخابات في التنزّه أو زيارة الأهل والأحبّة أو شراء حاجيّاتٍ للمنزل وإصلاح الحنفيّة المكسورة، فبكلّ الأحوال السيسي رئيسي ورئيسك باقٍ بك وبدونك، حتّى لو بقيتَ مُسترخياً ونائماً في سريرك، والنوم عبادة بطبيعة الحال، أليس كذلك؟ نامتْ عليك حيطة، بالطبع لا، النوم يكون عبادةً وقت وجود مظاهراتٍ أو اعتصامات، أمّا في يوم عُرس السيسي الديمقراطيّ فهو خطيئة كبرى، وصوتك سيُحدث فرقاً بالتأكيد، وبطرق مُتعدّدة، إليك بعضاً منها:

تحسين صحّتك: مُمارستك رياضة المشيِ إلى مقرّات التصويت القريبة تنشّط دورتك الدمويّة، فضلاً عن حرقك السعرات الحرارية جرّاء الحماس الذي سينتابك أثناء التصويت بنعم للرئيس في صندوق الاقتراع، وزيادة إفراز هرمون السعادة خلال رقصك فرحاً باحتفالات عيد نجاح السيسي في الانتخابات؛ ستقيكَ حتماً من أمراض كثيرة.

رفع معنويات السيسي: إنّ مساهمتك برفع نسبة نجاحه فوق التسعة والتسعين بالمئة، ستتيح له التباهي والتفاخر بتفوّق شعبيّته أمام الزعماء الأجانب، الذين بالكاد يُحصّل الواحد منهم نسبةً ضئيلةً للنجاح، وهو ما قد يدفعه لمُكافأتك والإشادة بجهودك ومدى شطارتك كمواطن مطيع خلال خطاباته المُتلفزة.

ترقيع صورة مصر:  بالتأكيد لن يرضيك جلوسُ المشرفين على عمليّة التصويت بلا عمل، أو أن تتصدّر نسبُ المشاركة القليلة في الانتخابات عناوينَ الأخبار، ليظنّ الأجانب أنّك ربّما، والعياذُ بالله، غيرُ راضٍ عن العمليّة الانتخابيّة فيشمَتون بالسيسي.

إغاظة الأعداء: عندما يرون التفاف الشعب المصري حول قيادته وتَكذيبه للشائعات المُغرضة بعدم صلاحيّتها لحكم مصر، وكيف هرعت أنت والوطنيّون أمثالك لتلبية نداء السيسي وقدّمتم له أصواتكم غير آبهين بالملل الناتج عن الوقوف صفوفاً طويلةً أمام المقرّات الانتخابيّة، أو تأخّركم على الغداء والتضحية بأكله بارداً، بالتأكيد سيحتَرقون من الداخل وهم يشاهِدونكم ترقُصون وتغنّون على شاشات التلفاز، ويرتعشون خوفاً من التفويض الذي منحتموه إيّاه.

شعورك تجاه المقال؟