من يحتاج مسلسلاتٍ تركية على إم بي سي فيما تبثّ العربيّة مسلسلاتٍ أطول وأمتع؟
٠٦ مارس، ٢٠١٨
هنيم مفروم – ناقد الحدود السينمائيّ الشهير واختصاصيّ متابعة الأفلام المقرصنة عن البسطات
تلقّى الكثيرون حول العالم العربي بمزيد من الحزن والأسى قرار إم بي سي الأخير بإلغاء عرض المسلسلات التركيّة، سواء كانوا عشاقاً يانعين، أو ربَّات منازل يفضِّلن تكوين روابط عاطفيَّة مع شخصيَّاتٍ سطحيَّة هرباً من أكوام الجلي المتراكمة.
ولكن، يبقى العوض في وجه قناة العربيَّة التي تتشابه برامجها كثيراً مع المسلسات التركية، فهي تمتلك مقوِّمات الدراما الناجحة من تشويقٍ وتحفيزٍ للمتابعة ومقدِّمات نشرات إخبارية حسناوات، إضافة لموسيقى تصويرية ملحميَّة تضاعف التأثير في مشاعر المتابع والتلاعب بها، فضلاً عن أحداثها التي تمتدّ لسنواتٍ وسنوات دون أن يشعر المتابع بالملل، والمقابلات التي تضاهي برداءة دبلجتها المسلسلات التركية.
وفي حين تكتفي المسلسلات التركيّة بعرض القصَّة ذاتها عن اثنين يحبِّان بعضهما بعضاً وتجبرهما الظروف على الافتراق ثم العودة ثم الافتراق ثم الانتحار ثم الزواج، تتفوَّق العربية عليها بتنوَّع قصصها ورواياتها، إذ تعرض ملاحم حقيقيّة مع جزّاريها وقصص غدرٍ وخيانةٍ وقراراتٍ خاطئة ومسلسلات رعب وأفلام حربيَّة ومعسكراتٍ ومسرحيّاتٍ تراجيديّة على شكل تقاريرَ إخباريَّة مشوّقة.
إنَّ غياب المسلسلات التركيّة يشكّل فرصةً لحصول المشاهدين على كمٍّ أكبر من التسلية، حيث يعيشون الحدث الدراميّ بأنفسهم، وينغمسون في عالمه ويصبحون جزءاً منه، وبذلك تكون نشرات العربيّة أفضل وأكثر واقعيّةً من برامج إم بي سي، حتى إن وجدت بلداً جديداً لدبلجة مسلسلاته.