لايف ستايل، تقرير

مقابلات الحدود: كيف تمكنت من الاستقلال مادياً عن والديّ والاعتماد بشكل رئيسيٍّ على الاستدانة من أصدقائي

Loading...
صورة مقابلات الحدود: كيف تمكنت من الاستقلال مادياً عن والديّ والاعتماد بشكل رئيسيٍّ على الاستدانة من أصدقائي

يواجه كثير من الشباب صعوباتٍ بالغة للاعتماد على أنفسهم مادياً، وتحقيق الاستقلاليَّة عن ذويهم حتى بعد تقدّمهم في العمر. كيف لا؟ والحصول على وظيفةٍ بات أمراً شبه مستحيل، وإن كان أحدهم محظوظاً بالقدر الكافي للحصول على واحدة، فإنَّ مرتَّبه بالكاد يكفي لتأمين السلع الأساسية، كالسجائر والمواصلات واشتراكات الهاتف والانترنت وفاتورة الكافيه التي يتكبدَّها في عزيمةٍ الفتيات اللواتي يحبّهن ليذهبن بعد ذلك إلى شادي الزفت صاحب المرسيدس، لعنة الله عليهما.

لكن، رغم كل الصِّعاب، تنجح قلَّة مثابرة منهم بتحقيق الاستقلاليَّة، ولو جزئياً، عن أهاليهم. أحد هؤلاء، الشاب أسامة شخّوط ابن التاسعة وعشرين عاماً، والذي يعتمد على نفسه ماديَّاً بشكل تام منذ ثلاثة أشهر، دون أخذ مليمٍ واحدٍ من والده أو والدته، ولا حتى مدّ يده إلى حصَّالة أخيه حمودة الصغير.

كان لنا معه الحوار التالي، لنسلط الضوء على قصَّة نجاحه الباهرة، وربَّما تحفيزكم، قرَّاءنا الأعزاء، على الاقتداء به.

الحدود: أهلا وسهلا بك معنا يا أسامة، ونأمل أن تستمتع بعلبة العصير التي ضيفناك إياها، حدِّثنا عن بدايات أسامة، وكيف نجحت في تحقيق ما وصلت إليه؟

أسامة: بدأتُ مشواري بأخذ مبلغٍ بسيطٍ من أحد أصدقائي لشراء كوب قهوة ونسيت أن أعيد له الفكة، وبعد انقضاء بضعة أيام دون أن يطالبني بها، خطرت الفكرة ببالي “يوريكااا” صرخت في عقلي “هذه هي”.

رحت أقترض المال منهم بشكل تدريجي، كنت آخذ ما يغطي ٥٠٪ من احتياجاتي، وأكمل الباقي من والدي حفظه الله، إذ كان من الجيد حينها الإبقاء عليه كمصدر دخلٍ لأطول فترة ممكنة. وبالتزامن مع ذلك، عملت على توطيد علاقتي بأصدقائي لأتأكَّد من تأمين عائدٍ استثماريّ كافٍ. فزدت من لطفي في التعامل معهم واحترمتهم وقدرتهم حتى أحبّوني جميعاً، كما تعرَّفت على مزيد من الأشخاص ووثقت علاقي بهم بسرعة لأنوِّع مصادري دخلي، وأتجنّب وضع كل بيضي في سلَّة واحدة.

الحدود: جميل جداً. لا بدَّ وأنَّ الأمر احتاج لكثير من الدراسة والتخطيط لضمان استمراريته.

أسامة: بلا شك. يكمن السر في اختيار الأصدقاء المناسبين. وغالباً ما يكون الأمر صعباً لأنَّنا غالباً ما نختار أناساً من دائرة معارفنا المقرّبين في الحارة والجامعة والعمل، إن وجد، لكنَّ هؤلاء لا يوفِّرون في العادة سوى حجر أساسٍ للبناء عليه لا أكثر، لأنهم مثلنا بالكاد يتدبّرون أمرهم، ومن المهم تسديد ديونهم علينا نظراً لسهولة وصولهم إلينا وخلع أنياعنا إذا تهرَّبنا منهم لفترات طويلة.

في الحقيقة، إنّ الاستثمار الحقيقي يكون في المعارف الأبعد قليلاً، فهؤلاء يمكنني مغادرة حياتهم بلا رجعة بسهولة. ولكن، من المهم دراستهم بشكل وافٍ قبل مصادقتهم، للتأكد من انتمائهم إلى عائلاتٍ مقتدرة ماديَّاً، وعدم تمتعهم بقدرٍ من الذكاء يمكّنهم من كشف خططي الحقيقيَّة بوقتٍ مبكر.

الحدود: ختاماً، أين يرى أسامة نفسه في المستقبل؟

أسامة: أخطط حالياً للانتقال إلى بلد آخر وتكوين صداقاتٍ جديدة، لأنَّ البقاء في المكان ذاته لفترة أطول سيُفضي لنفاد الأشخاص الذين يمكن مُصادقتهم، وكما يقول المثل “غيّروا عتباتكم ترزقون”.

الحدود: مُلهمٌ حقاً، شكراً لك.

أسامة: الشكر لكم، لقد سعدت حقّاً بمعرفتكم. بالمناسبة، هل أجد لديكم بعض الفكّة لأعود إلى المنزل؟ للأسف، لقد نسيت محفظتي قبل الخروج، وسأعيدها لكم في المقابلة القادمة إن شاء الله.

شعورك تجاه المقال؟