مطبخ الحدود: شرائح المجتمع المحمصة
٢١ يناير، ٢٠١٨
تعد هذه الوصفة المُفضّلة لدى ست الحبايب، أم الوطن والمواطنين، ربّة المنزل وربّه في آنٍ معاً، الحكومة الرشيدة، لما تتيحه من إشباع لرغبة حرق وتحميص المواطنين والاستمتاع بمذاقهم اللذيذ المقرمش، كما أنها وصفة سهلة التحضير لا تحتاج إلى خبرة أو كفاءة أو مقادير وخطط تنمويّة صعبة ومُعقّدة، ويمكن لأي شيف مسؤول مُعيّن حديثاً بالواسطة أن يحضّرها.
تُناسب هذه الوجبة حكومات العالم الثالث لسهولة إعدادها في الأوقات الصعبة عند حصول التضخّم و فراغ ثلاّجة الاقتصاد الوطني من أي استثمارات ومشاريع يُمكن أكلها، إذ لا تحتاج لأكثر من المواد الأوليّة لا يمكن لأي مطبخ سياسي أن يخلو منها، وتتكوّن بمجملها من الشعب المتوافر بكثرة في كُل مكان، وهي مليئة بالعناصر المُغذّية كأموال وممتلكات ومدّخرات المواطنين الخفيفة على المعدة وسهلة الهضم، على عكس الأكلات الدسمة المليئة بالشحوم والسموم كعجول وحيتان الفساد السمان.
المقادير
- مجتمع طري رخو سهل التقطيع.
- زبدة وعود بالحرية والديمقراطية.
- نصف معلقة بهارات مشكلة: قرارات ضريبية ورسوم وجمارك.
- كوب غير ممتلئ، لا نصفه ولا ربعه ولا حتى واحد بالمئة بالعشرة منه.
- هراوات وقنابل مسيلة للدموع.
- ضمة وعود تنمية وعمالة وافدة ولاجئين.
طريقة التحضير
- يُقطّع الشعب إلى ثلاث شرائح، رفيعة ومتوسطة، وأخرى غليظة مكتنزة لن تستخدم في هذا الطبق ولا أي طبق آخر.
- تُسحق الطبقة الرقيقة بمطرقة أمن الدولة ويرشّ على وجهها الفلفل والماء البارد، وهو ما يمنحها عند التحميص مذاقاً رائعاً.
- ندهن الصينيّة زبدة وعود الحرية والديمقراطية، لنمنع التصاق الطبقات بقعرها نتيجة الحرارة اللاذعة.
- نضع الطبقة المسحوقة في قعر الصينية بعد تتبيلها بالضرائب والرسوم، ونضع فوقها الطبقة المتوسطة ونرش عليها ضرائب ورسوماً إضافية كذلك، ثم نغمرهما باللاشيء من الكوب غير ممتلئ، لا نصفه ولا ربعه ولا حتى واحد بالمئة بالعشرة منه.
- نزيد من اشتعال الأسعار تحت الصينية، ونصب الزيت على النار لتتحمص بشكل أفضل.
- ننتظر لبعض الوقت حتى تبدأ الطبقة الفقيرة بالاحمرار والتآكل، تليها الطبقة المتوسّطة، وحينها، يكون الطبق جاهزا.
*يفضّل إخراج الصينيّة بين الحين والآخر ونكش الطبقتين بالهروات وتدخينها بالغاز المسيل للدموع خشية تفحّمهما وإفسادهما منظر الطبق الجمالي.
يقدم الطبق مزيّناً بوعود التنمية إلى جانب صحن عمالة وافدة ولاجئين، وصحتين وعافية.