الحكومة تطور مناخاً عاما يسمح لليأس بالتواجد مع الحياة، بل والازدهار أيضاً
١١ يناير، ٢٠١٨

احتفل العلماء والخبراء الجهابذة في الحكومة بنجاحهم في تطوير مناخ عام يتيح لليأس بالتواجد مع كافة أشكال الحياة بشكل طبيعي، بل والازدهار ليصبح جزءاً رئيسياً منها تماماً كالماء والهواء والاكتئاب والسجائر.
وقال النَّاطق باسم الحكومة إنَّ المراحل الأولى من عملية التطوير لم تكن سهلة على الإطلاق “توخينا أقصى درجات الحذر في إدخالنا اليأس إلى الحياة بنسب دقيقة وفترات متباعدة على مدار العقود الأربعة الماضية، وأخضعنا أشكال الحياة وتفاعلها معه لمراقبة حثيثة. وعالجنا حالات رفضه أولاً بأول. وبالفعل، تمكّنا من إبقائهما معاً دون المجازفة بفقدان أحدهما مع بداية العقد الثاني من هذا القرن”.
وأوضح الناطق أن هذا التطوير أسفر عن مواطن حيّ، بتشوهات مقبولة، يائس تماماً صالح للحراثة ١٩ ساعة عمل يوميّاً لسبع أيام في الأسبوع مع القدرة على تحمل الجلوس بلا عمل، ودفع الضرائب والتطبيل للحكومة، رغم عدم وجود أيِّ بصيص من الأمل بالعيش بكرامة وسعادة وراحة.
وأضاف “نحن نعمل حالياً لتطوير الجوّ العام للحصول على مواطنين يائسين فحسب، دون أن يكونوا أحياء بالضرورة”.
ولم ينس الناطق شكر الوزراء والنواب ورجال الدين والجيش والشرطة والمخابرات وأطباء المراكز الصحية ومهندسي حفر الشوارع والمطبات وسائقي التكاسي “وجميع كوادر الدولة وعناصر المجتمع الأساسية العديدة، فبدونهم، لما تمكّنا من تحقيق هذا الإنجاز”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.