دراسة تثبت أنَّ القناعة لا كنز ولا خرا
١٥ ديسمبر، ٢٠١٧

أثبتت دراسة أجراها مركز الحدود للدراسات الاقتصاديَّة والبحث عن الكنز لعلَّنا نغلق الحدود ونشتري جزراً في بورا بورا لنتقاعد بها (م.ح.د.ا.ب.ع.ك.ع.ن.ح.ن.ج.ب.ب.ن.ب.)، أثبتت أن القناعة، على عكس المثل السائد، لا كنز ولا خرا ولا توجد لها أي قيمة مادية وأي شخص أخبرك ذلك كذاب ابن كذاب وقل له أن يخرس فوراً كي لا أقوم من مكاني وأخلع نيعه بما أرتديه في قدمي.
وكان خبراء الحدود قد راقبوا خلال السنوات العشر الماضية حياة عينات تمتلك كنوزاً مختلفة من القناعات، مثل أن القائد أفضل الخيارات المتاحة، وأن الأداء الحكومي أداءٌ وجيد، وأن عملية الإصلاح تسير وفي الاتجاه الصحيح، وأن لا بد لليل أن ينجلي، وأن الحمد لله على نعمة الأمان ونحن سعداء ونعيش أفضل من غيرنا. حيث لاحظ الخبراء عدم قدرة أيٍّ من هذه العينات على تحقيق شيء بكنوزها، بما في ذلك المواد الأساسية، باستثناء ابتسامة رضى بلهاء ترتسم على وجوههم.
وتوصلت الدراسة إلى أنَّ القناعة نفسها لا تتحلى بالقناعة، فهي لا تتوقف عن جذب المزيد والمزيد من الناس وإيقاعهم بفخِّها. كما أنَّها قابلة للفناء، على عكس دائرة الضريبة، وأرصدة المسؤولين، وأرصدة المسؤولين في البنوك الخارجية.
وكان من المفترض أن توصي هذه الدراسة أصحاب المناصب والنفوذ بالتوقف عن ترويج هذه المقولة وتسويقها للسيطرة على قطعان الجماهير، لأن اعتيادهم على تعاطيها سيدفعهم للعنف والثورات فور انتهاء مفعولها، إلا أنَّ رسالة من بعض المسؤولين وصلتنا إلى مركز الحدود للدراسات الاقتصاديَّة والبحث عن الكنز علَّنا نغلق الحدود ونشتري جزراً في بورا بورا لنتقاعد بها (م.ح.د.ا.ب.ع.ك.ع.ن.ح.ن.ج.ب.ب.ن.ب.) أكّدت أنّ السكوت من ذهب، وأن علينا أن نسكت، وإلّا، لن يكون لنا لسان نتكلم به عمّا قريب.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.