شاب يرمي أنبوبة معجون أسنان رغم امتلائها بمعجون يكفي لتنظيف بضعة من أسنانه
١٤ ديسمبر، ٢٠١٧

رمى الشاب جمال عُصفُر أنبوب معجون أسنانه صباح اليوم، دون أن يلفّه ويضغطه ويعصره ويشقّه ويلحسه بقدر كاف، رغم امتلائه بكميات معجون تكفي لتنظيفه سبعة أسنانٍ وطاحونة.
وقال جمال إنه عصر الأنبوب عدّة مرات قبل فقدانه الأمل “فكلّما ظهر بعض المعجون من فوهة الأنبوب وهممت بوضع فرشاة الأسنان عليه، سارع للعودة داخلها، ولم أكن أمتلك وقتاً كافياً للعبة القط والفأر هذه”.
ويرى خبير الحدود لشؤون الاستهلاك، الدكتور حيّان برّاي، أنَّ الكثيرين من أمثال جمال يضيّعون على أنفسهم فرصة استغلال تجمّع المركبات المفيدة في مؤخِّرة الأنبوب “التي يتسبب بقاؤها بداخله لفتراتٍ طويلة بتشكيل خليط فريدٍ من مضادات البكتيريا والفلورايد الجاف المركَّز وروح النَّعناع المخمَّر، إضافة إلى ذرات البلاستيك المتحلِّل من الأنبوب. حيث يغني استخدامها عن زيارة عيادات الأسنان بشكل تام”.
وأكد الدكتور برّاي، أن أنبوب معجون الأسنان من صنف المنتجات التي لا تنضب “فهو كعلبة العصير التي يمكن استخراج قطرات العصير منها طوال قدرة الشخص على مواصلة الشفط. أو عبوات الشامبو التي يضاف إليها الماء وترجُّ قليلاً لإنتاج الشامبو ثم يضاف الماء في كل مرة يقل فيها مستوى الشامبو لانتاج المزيد منه. ولكن معجون الأسنان يحتاج لعضلات وصلابة وقوة إرادة من الواضح أن هذا الشاب لا يمتلكها”.
وأشار الدكتور إلى ضرورة تجاهل علامات انتهاء العبوة “على المستهلكين من أمثال جمال أن يعوا أنَّ شكل الأنابيب الفارغة والتشققات التي تصيبها والأصوات التي تصدر منها مجرَّد خدع يسوقها التجار لإقناعهم بشراء المزيد منها وجني الأرباح. على كل، سيصاب هؤلاء ذات يوم بحروق جراء وقوع الشاي المغلي عليهم، ولن يجدوا معجون أسنان ليعالجوها، فيتعذّبون ويتألّمون على كلِّ ذرَّة أضاعوها منه”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.