مواطن يغير رأيه بعد اعتقال ومقتل معظم أصدقائه ويقرر أنه نعم يحب القائد
١٦ نوفمبر، ٢٠١٧

قرّر المواطن نديم فرافد أنّه، نعم، يحب زعيمه المفدّى، بعد أن اعتقلت السلطات معظم أصدقائه وأجهزت على البقية ممن لم تنبض قلوبهم بعشقه، فتجرأوا على مُعارضته وانتقاده.
ويقول نديم إنه كان أرعنَ وغبيّاً لا يشعر بالوله تجاه الزعيم “وذلك نتيجة التضليل الإعلامي والافتراءات التي تناقلها أصدقائي الحاسدين الحاقدين الذين ادعوا أنه، حاشاه، فاسد. لكن الأجهزة الأمنيّة والاستخبارات أزالتا، مشكورتين، الغشاوة عن عينَيَّ شيئاً فشيئاً كلّما اعتقلوا واحداً من أولئك العملاء رفاق السوء، وهو ما دفعني لمراجعة أفكاري، إلى أن أثبتُّ لنفسي بما لا يدع مجالاً للتشكيك براءة الزعيم من أي مزاعم مغرضة”.
ويضيف “ازداد ندمي على شكّي بزعيمنا ملك القلوب لدى علمي أن عدداً منهم قتل تحت التعذيب. وسبحان مُغير القلوب، راح قلبي ينبض بحبِّه كلَّما رأيت صورته في دكّان أو مطعم فلافل، وصرت أستمع للأغاني الوطنيّة التي تتغنى بشجاعته وبسالته وفروسيّته وحنانه على الفقراء، كما شاركت المقالات التي تمجّده على صفحتي ورفعت صوره في كل مكان، لئلا يشك أحد بمقدار حبي له”.
ويؤكّد نديم أن حبّه للزعيم لا يفوقه شيء “واتمنى أن يبادلني هذه المشاعر، لأن سجني أو قتلي سيحرمني من رؤيته كل يوم في الصحف، وأن أطرب أُذني بسماع خطاباته المتلفزة. أرجوكم يا فاعلي الخير، يا مدير التحرير، سلّملي على حبيبي الزعيم، سلّملي عليه … وقلّو إنّي بسلّم عليه، وبوّسلي عينيه … وقلّو إنّي ببوّس عينيه، أُحبّك أيها الحنون الغفور الرحيم”.
من جانبه، أشار خبير الحدود للعلاقات العاطفية، عزمي حبايب، أن الزعيم يحب مواطنيه بكافة الطرق “يحبّهم كعاشق شديد الغيرة عليهم، فيبطش بهم ويُدمّرهم إن ساورته شكوك بخيانتهم له مع أي طرف آخر. ويحبِّهم حبّاً أبوياً، فيقسو عليهم ويزج بهم في السجون إن لم يسمعوا كلامه. كما يحبِّهم حباً جسديا جنسيا يدفعه للافتعال بهم باستخدام أجهزته الأمنية”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.