محقق سوري يكتشف موهبته في الفن التشكيلي على ظهر معتقل
٢١ أكتوبر، ٢٠١٧
زنزانة متواضعة تخلو من أيِّ شيءٍ سوى عصاة وسوط وبسطار وسكين وجهاز صعق كهربائي وأدوات تعذيب تقليدية، يواظب فيها المحقق السوري فريد النجمة بكرج منذ ست سنوات على تطوير موهبته الفريدة لإنجاز أعماله الفنية على المعتقلين.
بدايات واعدة
يقول فريد إن البداية كانت مثيرة “مثيرة جداً، فقد لاحظت أثر أصابعي الخمسة على الخد الأيمن لأحد المعتقلين، فأدرت خده الأيسر وصفعته بقوة أكبر، واعتراني شعور عارم بالنشوة، لكأنني الإنسان الأول يترك أثره على جدران الكهوف، فرحت أصفعه وألكمه على ظهره وبطنه ومؤخرته، وكلما زادت قوة الضربة اكتسب موقعها ألوانا تتراوح بين درجات الأزرق والكحلي والبنفسجي، فضلاً عن تموجات رائعة من الأخضر والفيروزي والأزرق والبرتقالي والأحمر.
انفجار الموهبة
يؤكد فريد أنه يواجه صعوبات في بداية كل عمل “غالباً ما يصرخ المعتقلون ويتلوون ويعطلون نزقي ومزاجي الفني العالي، ولكنهم سرعان ما يهمدون فور فهمهم لأهمية التضحية والبذل ويداي والعصي والبسطار والصواعق الكهربائية لإيصال رسالة الفن”.
إرهاصات إبداعية
يشير فريد إلى أنَّ كل عملٍ معرضٌ مستقل بحد ذاته “فعندما استلم اللوحة الجديدة، معلقة أو ممددة على الطاولة أو ملقاة على الأرض، أكون أمام لوحة بكر تنتظر من يفض بكارتها، فأفرغ فيها هواجسي ومخاوفي ونزاوتي دون تردد”.
ويضيف “تعتبر أعمالي بانوراما متكاملة للمدرسة الوحشية والسريالية والتكعيبية والتعبيرية والدادائية والانطباعية، إذ أخضع أعمالي لفلسفة جميع المدارس الفنية، ليكون التعبير عن المعاناة التي يتحملها البشر من أجل الحرية صادقاً وصادماً للمتابعين”.
تطلعات مستقبلية
يوضح فريد أنه اكتشف منافسة شديدة من زملائه المحققين في القطر السوري والأقطار العربية الشقيقة “كما أن مواهب الدواعش الفنية لا يستهان بها. لكننا حققنا سبق الريادة، وقريباً، سأنظم معرضاً في السجن المركزي لأعرض فيه خلاصة جهدي، وسيتكفل المعتقلون بحمل البراويز على ظهورهم وبطونهم ووجوههم لتحديد موقع اللوحة، إضافة للتماثيل الكاملة التي قضيت سنوات في التفنن بها”.
شكر وتقدير وعرفان
ولم ينس فريد أن يتوجه بالشكر لسيادة الرئيس الدكتور الفريق أول ركن الأمين العام لحزب البعث الرفيق الطليعي البطل بشار حافظ الأسد أبو حافظ ووزير الداخلية ووزير الدفاع ومدير السجن والسجناء “لولا تشجيعهم ودعمهم لما حققت ما حققته. ولكننا في سوريا الأسد، حيث تدعم الكفاءات والمواهب لتكبر وندهش الدنيا بأسرها”.