تنظيم الدولة يتوكّل على الله
١٩ أكتوبر، ٢٠١٧
قرَّر تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي صباح الأمس التوكّل على الله، فوضب حقائبه ولملم ما تبقَّى لديه من قنابل وسبايا وسيارات تويوتا وعلب ريدبول وحبوب كيبتاغون مغادراً عاصمة الخلافة.
وكان التنظيم قد توكَّل طوال السنوات الماضية على أشياء أخرى قبل أن يفكر بالتوكل على الله، فتوكَّل على الدعم المادي واللوجستي من جهات لا تعد ولا تحصى، ومع توسِّعه وانتشاره، انتقل للتوكل على أرباح بيع النفط من الآبار التي سيطر عليها. كما تخلَّل هاتين الفترتين توكَّله على صراعات المنطقة لينجح مراراً في التوسع أكثر فأكثر في العراق وسوريا.
وليست هذه أوَّل مرَّة يتوكَّل فيها التنظيم على الله، إذ لجأ له عندما تخلى عنه كلُّ من توكَّل عليهم في السابق واتحدوا معاً لمحاربته وحشروه في الزاوية. إلَّا أنَّه وقع في خطأ المبتدئين في أصول الشريعة الإسلاميَّة، وتواكل على الله بدلاً من التوكل عليه، متجاهلاً مبدأ الأخذ بالأسباب، ولم يفعل شيئاً سوى الجلوس وانتظار الله ليرسل جنداً من عنده لا يراها الأعداء لنصرته أثناء مغادرته المدن التي استولى عليها.
وبحسب مراقبين، يبدو أن التنظيم اقتنع أخيراً بضرورة التوكّل على الله من مناطق سيطرته، ولو بشكل مجازي، فانقلع من مدينة تلو الأخرى، مخلّصاً أهالي المحافظات من قرفه.