قرد يصاب بالقلق بعد سماعه إشاعات عن إمكانية تطوّره لإنسان
١٠ أكتوبر، ٢٠١٧

أصيب القرد كريم البُنبو، القاطن في حديقة السنونو للحيوانات، بنوبة قلقٍ وهلعٍ حادَّة كسر على إثرها غصن شجرةٍ وأغلق أذنيه وهو يصيح، وذلك بعد سماعه بعض الزوار يناقشون نظريَّة التطوِّر* وإمكانيَّة تحوِّل القردة إلى بشر بعد بضعة ملايين من السنين.
وبحسب حارس الحديقة، فإنَّ كريم لا يكنّ أدنى مستوى من الاحترام للبشر “فهو غالباً ما يرمي الفستق على وجوههم ويرعب أطفالهم ويبصق عليهم، فضلاً عن محاولته إبعادهم عن قفصه بتعمده أن يريهم مؤخرته الحمراء وأعضاءه التناسلية وممارسته الجنس أمامهم طوال الوقت ليخجلوا ويبتعدوا هم وأطفالهم إلى حيث الطواويس والزرافات والفيلة”.
من جانبه، أعرب كريم لمراسلنا عن ارتياحه لكونه قرداً، مؤكّداً رغبته بالبقاء كما هو “لست غبياً، أعلم أنَّني لن أتحول أنا ذاتي إلى إنسان؛ لأنَّ العملية بطيئة ولن تتم إلا بعد تعاقب أجيالٍ على سلالتي، لكنَّني لن أرضى أن يجلس حفيدي داخل مكعّب أسمنتي يحدِّق في مكعّبٍ آخر بلاستيكي عليه لوحٌ زجاجي لأشاهد صوراً متحرٍّكة لديدانٍ أليفة، ثم يدفع آلاف الموزات مقابل السَّفر إلى الغابة ليتمكَّن من رؤية حيواناتٍ أخرى كان بإمكانه رؤيتها لو بقي في مكانه ولم يطردهم بهدف بناء المزيد من المكعبات الأسمنتيَّة”.
نظريَّة التطوّر: وأهم كلمة فيها هي “نظرية”، أُثبت مراراً وتكراراً أنَّها مجرَّد نظريَّة ولا تثبتها سوى بضعة ملايين الأحافير وسجلات أحماض نوويَّة لمعظم الكائنات الحيَّة في كل بقاع الأرض. يمكن دحضها بسهولة عبر الاستفسار عن سبب وجود القردة حتَّى الآن أو بالقول أنَّ جد من يؤمن بها شمبانزي.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.