السلطات المصريّة تذكّر المواطنين أن باستطاعتها إخفاء أي شخص يتهمها بالإخفاء القسري، إنّما أنّها لا تفعل ذلك
١٤ سبتمبر، ٢٠١٧

ذكّرت السُلطات المصريّة مواطنيها، ممثّلين بالمحامي الذي يحارب الإخفاء القسري، بقدرتها على إخفاء من يحملونها مسؤوليّة اختفاء المفقودين قسرياً، لتُلحقهم بزملائهم “المفترضين” وترتاح الحكومة المصريّة من إزعاجهم، لكنها طبعاً لا تفعل ذلك.
ويقول الناطق باسم وزارة الداخليّة إن صبر الحكومة قد نفذ على من يُطلقون هذه الاتهامات الباطلة “يعرف من يسأل عن مصير المُختفين تمام المعرفة أننا لو أردنا نستطيع خطفه وإخفائه في مكانٍ لا يعرف أحد مكانه، حتّى نحن، ليظهر بعد مُدّة جثّة تملؤها علامات التعذيب من كدمات وعيون مقلوعة وأذان مقطوعة وحروق بفعل إطفاء السجائر كما حصل مع ريجيني، الذي لا نعرف أبداً كيف وصل إلى مصيره هذا”.
ويشير الناطق أن الحكومة لديها الإمكانيات والجاهزية الكاملة لمُمارسة الإخفاء لو أرادت ذلك “نستطيع تجنيد عصاباتٍ مُتخصّصة من خيرة بلطجيّة مصر الذين يمتلكون خبرة طويلة في عمليات الخطف والتعذيب والقتل والتنكيل ليباشروا عمليات تعقّب وخطف وقتل مطلقي هذه الشائعات، لكننا لا نفعل ذلك طبعاً ،إلّا أنه وجب علينا التذكير أننا نستطيع فعلاً، وبسهولة، فعل ذلك إن أردنا”.
- من جانبه، أكّد المتحدّث باسم الأمن المصري، خميس حجرين، أن خطف المُتهمين، لو أنّ السلطات كانت لتقوم به، كان سينعكس إيجاباً على الدولة المصريّة “إذ تقل الحاجة للأحكام العُرفيّة والتعسّفية وإجراءاتها البيروقراطيّة المُعقّدة من إصدار مُذكّرة اعتقال ومن ثمَّ إحالة المُتهم إلى المحكمة وتعيين مُحامي دفاع وإصدار حكم قضائي بحقّه بالإعدام أو السجن المؤبّد، وهو ما من شأنه تبسيط عملنا وتوفير مصاريف السجون، إلّا أننا لا نفعل ذلك”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.