تغطية إخبارية، عاجل

عاجل: انفجار مفخخة هنا أو هناك، اليوم أو غداً أو الأسبوع المقبل

Loading...
صورة عاجل: انفجار مفخخة هنا أو هناك، اليوم أو غداً أو الأسبوع المقبل

أفاد مصدر أنَّ سيارة مفخخة ستنفجر خلال لحظات أو ساعات، اليوم أو غداً أو بعد غد، في العراق أو مصر أو سوريا أو السعودية أو تركيا أو هنا أو هناك، مستهدفة جموعاً بشرية في سوق خضار أو مطار أو محل مكسّرات أو مسجد أو ناد ليلي أو حمام عمومي.

ويشير المصدر إلى أن عدداً من البشر سيلقون مصرعهم إثر الانفجار، وسيصاب آخرون بجروحٍ خطيرة وكسورٍ وحروق، فيما سيعاني آخرون من إعاقات دائمة. إلّا أنَّه من المؤكد ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى في الأيام القليلة التالية، إضافة إلى وقوع خسائر ماديَّة تقدَّر ببضعة آلاف أو مئات الآلاف أو ملايين، وربما مليارات الأوراق النقدية، وهو أمر تابع لموقع الانفجار وأهميَّة الدولة المستهدفة.

وعلى الرغم من صعوبة تمييز الاختلاف بين الانفجار القادم عن الانفجار السابق أو الانفجار الذي يليه، إلا أنَّ فِرق التحقيق والأجهزة الأمنية ستتمكن من تحديد موقعه، وكمية المتفجرات التي هُرّبت عبر الحدود أو بيعت في السوق السوداء، وسيكون بمقدورها، بفضل التكنولوجيا الحديثة، العثور على أجزاء من منفّذ العملية وجواز سفره، وهو ما سيساعدهم على معرفة ما إذا كان موالياً لأحد الأنظمة أو التنظيمات المنتشرة بكثرة في المنطقة، أو أنه مجرّد ذئب منفرد أو ثور هائج أو حمار تائه.

على الصعيد الرسمي، سيقيل القائد الزعيم بعض كبار المسؤولين، قبل أن يلقي خطاب تنديد قاس بالعملية الإرهابية التي طالت بلاده، مؤكداً أن طيرانه العسكري يدك مواقع العدو لحظة إلقائه البيان، ومشددا على ضرورة وقوف الجميع صفا واحدا متماسكا وراءه، هو شخصيا، دون أن ينسى دعوة العالم لمنحه مزيداً من المساعدات لمحاربة الإرهاب وإعادة الإعمار وبناء عدد جديد من السجون.

أما في الإعلام، فسيطل خبراء يتحدثون عن ضرورة فرض حالة الطوارئ لضبط الحدود واللاجئين والمواطنين، وستجرى مقابلات مؤثّرة، كما سيطرح الشعراء شعرهم والمغنون أغانيهم، وستمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بالحزانى والغاضبين وغير المكترثين.

وستنكس الأعلام لثلاثة أيام، وينار حائط كبير بألوان العلم، وستنطلق مسيرات شموع وحملات تضامن وجمع تبرعات لدعم القتلى والجرحى وذويهم، وسيعود الجميع إلى أماكنهم بانتظار التفجير القادم.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.