تغطية إخبارية، دليل الحدود

دليل الحدود للديكتاتور المبتدئ: كيف تحكم البلاد بعد موتك بطريقة الـ “بوتفليقة”

Loading...
صورة دليل الحدود للديكتاتور المبتدئ: كيف تحكم البلاد بعد موتك بطريقة الـ “بوتفليقة”

في عام ١٩٩٩، تمكّن الشاب الواعد “بوتفليقة”، ٦٢ عاماً آنذاك، من دخول الحلبة الرئاسية وتوجيه الضربات القاضية، ففلق منافسيه يميناً ويساراً، وبقي في الحلبة وحيداً حتى هذه اللحظة. تغلّب بوتفليقة على معارضيه ومؤيديه في آن معاً، وتجاوز موته ٣ مرات على الأقل، فأصبح لغزاً في تحدّي قوانين الطبيعة والمنطق والأخلاق وإرادة الشعوب وحتميّة الموت وسيرورة التاريخ.

ويشاع في السر، وفي العلن، أن “بوتفليقة” توفي منذ زمن بعيد، وأنّ الرئيس الحالي ليس سوى رجل آلي مستورد، مما يفّسر افتقاده للروح وعدم مرور الزمن عليه. وقلّما يطل هذا الرجل الآلي على الناس كي لا يلاحظوا الفرق بينه وبين البشر، فمن المعروف أن بوتفليقة لا يظهر إلّا من بعيد مبتسماً وملوّحا للجماهير قبل وبعد التصويت لنفسه في الانتخابات الرئاسية الشكلية.

فما هو مقدار الصدق في هذه الإشاعات؟ وهل بوتفليقة رجلٌ آلي فعلاً؟ وكيف نتأكد من صحّة الاشاعات والبقاء أحياء خارج السجون؟ وهل من الضروري التحقق من هذه الإشاعات من الأساس؟

قطعاً لا، إن هذه الأسئلة مجرّد هراء، مثل الإشاعات السابقة، تلهيكم عن طرح الأسئلة المهمّة مثل: كيف ينجح هذا الرجل بالبقاء رئيساً بعد موته وتحللّ عقله؟، ما هي المزايا التي يتفوق فيها على بقية الزعماء العرب والعالميين؟، وما هي المزايا التي يتفوّق فيها حتى على البطاطا والقرنبيط؟، وأيضاً، كيف يمكنك، عزيزي القارئ، أن تطوّر الدكتاتور الصغير في داخلك لينمو وتصبح مسؤولاً  يثير الخوف والقرف في آن معاً؟.

خبيرنا في الحدود يوفّر لكم خلاصة الخلاصة فيما يتعلق بالإجابات، نترككم في عهدته، مع أطيب تمنياتنا لجميع المستبدين بالتوفيق لنتوقّف عن السقوط المستمرّ ونستقر في القاع.

الفرحات بوشوكة – خبير الحدود لشؤون ملايين الشهداء

في الوقت الذي يتساقط فيه الحكام والشعوب والدول من حول بوتفليقة كالذباب، يبقى الرجل صامداً لا يتزحزح عن عرشه المتحرّك، فكيف يفعل ذلك يا ترى؟

١. معجزة الخلود: حقق الرئيس الأسطوري “بوتفليقة” ما لم يحققه منافسه جلجامش فيما يخص الخلود، ولكن بوتفليقة لم ينزل تحت البحر لاقتلاع عشبة سحرية تمكنه من تجديد شبابه، بل تحوّل لمصاص دماء قادر على البقاء حيّاً بقدر ما يمتص دماء الشعب والمعارضين وأرواحهم.

٢. الطب الشعبي في فرنسا: يبقى الرئيس الخالد، شأنه شأن جميع الرؤساء الخالدين، عرضة للإصابة بعوارض ووعكات صحيّة بسيطة تحتاج للمتابعة من حين لآخر. ورغم تقدّم الطب والعلم في الجزائر، إلّا أن بوتفليقة وجد الطب الشعبي في مستشفيات فرنسا ضمانة للديمومة والبقاء أفضل بملايين المرات من مستشفيات بلاده.

٣. الأصالة والمعاصرة: إن وجود بوتفليقة منذ عصر الديناصورات لغاية وقتنا الحالي منحه الفرصة لمواكبة جميع الأحداث عبر التاريخ، وهو ما يعطيه الأفضلية في القدرة على تحليل الماضي واستشراف المستقبل والالتفاف عليه قبل قدومه.

٤. كرسي عرش متحرّك: حتى لو لم يكن الرئيس شخصاً تاريخياً وخالداً، يبقى خلعه من كرسي الرئاسة أمراً مستحيلاً، فقد طوّر خلال سنوات حكمه كرسي عرش متحرك يلازمه حيثما ذهب، وقد حصل على براءة اختراع في هذا المجال، وهو يجري تجاربه الآن لصنع سدة حكم متحركة قابلة للانتقال إلى الحياة الآخرة.

شعورك تجاه المقال؟