لايف ستايل، خبر

طفل ظريف يرطب أذُنك بسِرّ

سهيل الصمام - ضحية سابقة

Loading...
صورة طفل ظريف يرطب أذُنك بسِرّ

علمتُ من مصادر مطّلعة أنك قطعت وعداً لصديقك بزيارته غداً في منزله، ويصدف أنّه صديقي أيضاً. دعني أخبرك: بعد ترحيبه بك وإدخالك لغرفة الضيوف، ستسمع صوت زحف على البلاط، لترى ابنه البِكر يتحرك نحوك وبقايا الشوكولاتة والحليب والبسكويت تلطّخ وجهه وجبهته وأذنيه وأنفه وشفتيه وشعره، وفور وصوله إليك سيبادر لعناقك ويقدّم لك خدّه لتقبله ويلقي رأسه في حضنك، قبل أن يناديك “عمّو عمّو” ويومئ إليك أنه سيخبرك بسر؛ ولأنك لطيف بطبعك، ستستمع إلى خليط من الفحيح والأنفاس الحارة والرطوبة، مضحياً بأذنك على مذبح الطفولة والبراءة.

ورغم القشعريرة التي ستسري في جسدك، ورغبتك العارمة بانتزاعه عنك ورميه في وجه والده، إلا أنك لن تكسر خاطره، وتُبقي رأسك بين يديه وتبتسم لوالده. سيتوقف الطفل، وتظن أن الكابوس انتهى، فتهنئ نفسك على رباطة جأشك وتشكره لائتمانك على أسراره، ليتبّين لك أنه كان يأخذ استراحة ليسحب مخاطه إلى أنفه ثم يعود ليقبلك من أذنك ويستكمل السر ويتأكد من وصول لعابه إلى تلافيف دماغك ليصبح جزءاً من منظورك إلى الحياة.

هنيئا لك سعة صدرك وتفهّمك لحق الطفل أن يأخذ راحته وراحة الآخرين، وأيضاً على تحمّلك والده الذي شاهد مصيبتك دون أن يحرك سكاناً لنجدتك، مؤكداً بتصرفه أن هذا الشبل الرطب من ذاك الأسد البغل عديم الإحساس.

شعورك تجاه المقال؟