تغطية إخبارية، خبر

الحكومة الأردنية تتوج مسيرة الإهمال بمستشفى السلط

يوسف خزابقة - مراسل الحدود الذي قد تقيله الحكومة الأردنية في أي لحظة لتمتص غضب الشارع

Loading...
صورة الحكومة الأردنية تتوج مسيرة الإهمال بمستشفى السلط

رغم المداورة بين الرجال على كراسي الوزارات وتعاقب الحكومات وتغيير أسماء الوزارات وعدد الوزراء لكل وزارة وعدد الوزارات لكل وزير، إلّا أنّ مسيرة الإهمال التي تنتهجها الحكومات الأردنية استمرّت وبقيت صامدة، وتُوِّجت أخيراً على يد الحكومة الحالية بحادثة انقطاع الأكسجين عن مستشفى السلط وسقوط بضع ضحايا جُدد لهذه المسيرة العنيدة التي تأبى التوقّف قبل دهس المواطنين كافة في طريقها.

وتشير الحكومة الأردنية إلى أن المواطن لا يعي مقدار الجهود التي بذلتها هي ومَن سبقها من الحكومات حتى تتمكن من القيام بواجباتها في الإهمال؛ فحادثة عودة الأطفال من رحلة مدرسية إلى البحر الميت في أكياس جثث وحوادث الطريق الصحراوي ورداءة مدن الترفيه والملاهي وغرق محلات وأصحاب محلات وسط البلد كل عام، ليست سوى ثمرات نظام شامل ومستدام تلتزم به الحكومات المتعاقبة للحفاظ على وتيرة الإهمال المتوقعة منها. 

وأكّدت الحكومة أنّها لا تنتهج الإهمال عشوائياً بل تُنفّذ خُطة إهمال مدروسة، خاصة عندما يتعلّق الأمر بصحة المواطنين، إذ أصرّت وزارة الصحة على تهيئة المواطنين نفسياً لكل ما سيحدث كي لا يتفاجؤوا من النتائج؛ فتلاعبت بالمرضى، وأغلقت عليهم أبواب العيادات، وقطعت عنهم الأدوية، وطالبتهم بأخذ علاجاتهم عن بُعد، والتفضّل عليها بالموت في بيوتهم ليوفّروا الأكسجين لغيرهم من المرضى الذي قرروا الوفاة في المستشفيات الحكومية.

وطالبت الحكومة المواطنين بأداء واجباتهم تجاه الدولة واحترام استراتيجيتها؛ والالتزام بإهمال إهمالها، لأنّ أي تملّص من هذا الواجب سيؤدي بحسب الحكومة إلى تعطيل مسيرة الإهمال الصعبة ويُجبر وزارة الداخلية ودائرة المخابرات العامة على التخلّي عن سياسة الإهمال والتعامل بجدية مع الأصوات المعارضة.

إلى ذلك، نفت الحكومة  كافة الإشاعات والأخبار الكاذبة بشأن وجود محاولات جادّة لإنهاء مسيرة الإهمال، مُشيرة إلى أنّ المسيرة لا تزال في بدايتها، والحكومة تعمل على دراسة بعض الإجراءات بشأن وباء كورونا لتثبت للمواطن أنّ حالات الإقالة التي تحدث بين الحين والآخر في مختلف المناصب ليست إلا جزءاً من المسيرة.

شعورك تجاه المقال؟