تغطية إخبارية، خبر

أهالي طرابلس يشعلون البلدية بدل أن يلعنوا الظلام

Loading...
صورة أهالي طرابلس يشعلون البلدية بدل أن يلعنوا الظلام

بعد أعوام طويلة تحملوا خلالها البطالة ورداءة التعليم والبنى التحتية وغلاء المعيشة والتطرف وغياب الأمن وتكدس القمامة وانقطاع المياه وسعد الحريري وانتشار فيروس كورونا بصبر واحتساب، ولم يلعنوا خلالها الظلام إلا عند انقطاع الكهرباء، أضرم أهالي مدينة طرابلس اللبنانية النار في مبنى البلدية، ليروا أي شكل من أشكال النور في حياتهم، وينالوا بعض الدفء، ويساعدوا أرباب المدينة من زعماء العصابات على رؤية أجسادهم النحيلة جراء الفقر والمرض وتدهور أوضاعهم المعيشية. 

وقال رئيس الرئيس ابن الرئيس الشيخ ابن الشيوخ سعد الحريري إنه يدرك عدم قدرة المحتجين من أبناء المدينة على شراء الشمع، ولكن ما فعلوه بمبنى البلدية غير مقبول “كان بإمكانهم مخاطبتي لأقرضهم علبة كاملة من الشمع. لدي شمع على شكل شجرة الأرز، وشموع برائحة الياسمين، وأخرى على هيئتي وبها رائحتي وما تبقى من رائحة المرحوم تساعدهم على الاسترخاء وأخذ حمام ساخن يريح الأعصاب حين يصلهم الماء. أما إن كانوا مصرين على التعبير عن موقف ما، كنت أعرتهم قداحتي وقليلاً من البنزين ليحرقوا أنفسهم، وأقسم بشرفي أنني كنت مستعداً لتقديم استقالتي وأثور معهم على الطبقة الحاكمة إلى أن تستوعب خطأها وتكلفني بتشكيل الحكومة مجدداً”.

واستنكر الحريري ما يدعيه المحتجون حول عدم اكتراث المسؤولين لأمرهم “فأنا أمد يد العون لأدعو الله أن يصبرهم على الفقر ويمدهم من سعته كما فعل معي، كما أنني نشرت صوري في كل زقاق وشارع في المدينة، ولم أستغن عنهم رغم أنهم أزالوها وأشعلوا فيها النار لجهلهم أنها تنير مدينتهم، ولغاية الآن، أحرك أنا وكل أصحاب النفوذ قوات الأمن والجيش لمواكبتهم في كل مظاهرة واحتجاج وضخ الماء عليهم بغزارة ليشربوه ويغتسلوا ويريحوا أعصابهم من رائحة الحرائق التي يشعلونها”.

وأشار سعد إلى أن إشعال البلدية أحرق حبل الود مع مسؤولي المدينة “بعدما أجبرتموهم على إغلاق نوافذهم حتى لا يرهقهم منظر المدينة البشع، وأرغمتموهم على استنشاق الروائح التي تستنشقونها يومياً، وأفسدتم عليهم الكثير مما عملوا عليه في الظلام، يؤسفني إخباركم أنهم لن ينظروا لحالكم حتى لو أحرقتم كل لبنان؛ لن تجدوا منهم أي بارقة أمل أو شعارات تشدّون بها صبركم، ومن الآن فصاعداً، ستعيشون في نفق مظلم بارد وموحش لوحدكم كما كنتم”.

شعورك تجاه المقال؟