تغطية إخبارية، خبر

الجيش الإسرائيلي يؤكد أنّ الهجوم على الأطفال والمدارس والبِنى التحتية والمدنيين وذوي الإعاقة هو أفضل وسيلة للدفاع

Loading...
صورة الجيش الإسرائيلي يؤكد أنّ الهجوم على الأطفال والمدارس والبِنى التحتية والمدنيين وذوي الإعاقة هو أفضل وسيلة للدفاع


ركان برطوز – مراسل الحدود لشؤون العقائد العسكرية الراسخة

لطالما عُرفت جيوش منطقة الشرق الأوسط بإنجازاتها المتعددة الساحقة على الأوباش من المدنيين، في عمليات نوعية وبطولية عديدة شملت إشعال حروب أهلية، استخداماً فعّالاً للأسلحة الكيماوية، قمع المظاهرات، الصبر الاستراتيجي عن طريق الهزيمة أمام الجيوش الحقيقية التي تأتي للمنطقة بهدف استدراجهم إلى الفخ وتدمير إمبراطورياتهم، قصف تجمعات الفلسطينيين، والاحتفاظ بحق الرد. 

منذ نشأتها، أطلقت دول المنطقة ألقاباً استعراضية كبيرة لكن غير دقيقة على جيوشها الباسلة؛ فالمعارضة التابعة لتركيا سمَّت الميليشيات التي أرسلت إلى ليبيا بالجيش الوطني، وجيش الرئيس المصري يسمَّى بالجيش المصري، ومقاتلات ف-١٥ الأمريكية بالجيش السعودي، بينما في سوريا أُطلق على ما تبقى من الجيش لقب “جيش أبو شحاطة” بهدف حث الحكومة على توفير أحذية وربما الطعام لهم، والقوات الإيرانية في كل مكان إلا القدس بفيلق القدس. أما في لبنان، أُطلق على الجيش لقب حزب الله. وفي إسرائيل، سمَّت الحكومة الجيش الذي نجح في احتلال أراضي أربع دول في المنطقة في حرب استباقية بجيش الدفاع.

وتتلخّص العقيدة الاستراتيجية لجيش الدفاع في أن الهجوم خير وسيلة للدفاع، والتي يرجّح أن أول من قالها كان المفكّر العسكري الصيني سن تزو، وأثبتَ صحتها فيما بعد المنتخب البرازيلي في مونديال ٦٢ والكابتن ماجد في المباراة النهائية من الدوري الياباني موسم ٩٥ ضد فريق الكابتن بسام.

ويؤكد الخبير الاستراتيجي الإسرائيلي أفيخراي بن عرصون أن كل إنجازات الجيش الإسرائيلي منذ نشأته عندما كان اسم وزارات الدفاع هو وزارات الحرب، حتى اليوم، والتي تشمل: هدم منازل المدنيين، تعذيب المعتقلين، منظومة الاحتلال، تنفيذ سياسة الأبارتايد، قصف المدنيين العزل، استهداف المتظاهرين ووسائل الإعلام وممرضي الإسعاف والإفراط في استخدام القوة، واستخدام الأسلحة المتطورة على الأطفال وذوي الإعاقة والمدارس والبنى التحتية من مشافي ومستشفيات ومدارس، والمباني السكنية، وعدم التردد في تدميرها، هي سبل دفاعية متطورة تنفرد إسرائيل باستخدامها نظرا لقدرتها على القيام بها دون أي عواقب تذكر.

ويبيِّن أفيخراي أن ما يميِّز الجيوش العادية عن الجيوش الاستثنائية هي تلك القدرة على استباق الأحداث “يستطيع أي جيش تحديد مكامن الخطر المتوقعة مثل جيوش وقوات دول الجوار، لكن التحدي يكمن في توقع وتحييد الأخطار المستقبلية المختبئة، مثل الطفل الذي قد يكبر ويهاجر وينجح ويجعل البعض يتعاطف مع الفلسطينيين، أو المدارس التي قد تخرّج أطفالاً متعلّمين قد يستطيعون بناء اقتصاد في بلادهم، أو أصحاب الإعاقة، الذين، همم، الذين، همممم”.

شعورك تجاه المقال؟