تغطية إخبارية، تقرير

قراءة في تداعيات فصل حزب البعث العربي الاشتراكي عن مؤسسات الدولة السورية ومآلات إعادة تموضعه على صيرورة الأغلبية العالمية وإعادة التوازن السياسي للقطبية الكونية

مايكل أبو العاص - شبّيح الحركات التصحيحية المجيدة في أحزاب البعث العربي الاشتراكي

Loading...
صورة قراءة في تداعيات فصل حزب البعث العربي الاشتراكي عن مؤسسات الدولة السورية ومآلات إعادة تموضعه على صيرورة الأغلبية العالمية وإعادة التوازن السياسي للقطبية الكونية

تنفّس العالم الصعداء مع ظهور نتائج انتخابات القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي وحدة، حرية، اشتراكية أمّة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، وإعلان إعادة انتخاب سيادة الرئيس الفريق الركن اللواء المظلّي الطليعي الأول طبيب العيون والقلوب بشار حافظ الأسد أبو حافظ أميناً عاماً بالإجماع، وتعيينه أعضاء اللجنة المركزية في انتخابات تاريخية ومفصلية لمسيرة الحزب الذي يقود الأغلبية العالمية نحو إعادة توازن الأقطاب الكونية، في عالم كانت تحكمه الكولونيالية الأميركية منفردة لولا انتصار سوريا الأسد على الإرهاب ودحره في مستنقع بردى.

لا يمكن المرور عن هذا الحدث دون العودة إليه ثم التوقّف عند مآلاته وارتداداته الإقليمية والدولية؛ وسنعرض لكم في هذا الملف تحليل هذه المآلات والارتدادات قدر استطاعتنا -فهي أكبر منّا ومنكم- وتتبّع حركة التاريخ منذ لحظة اختتام أعمال اجتماع اللجنة المركزية ولغاية الدقائق العشر الأولى التي تلته:

الانتخابات الأميركية:

جهدَ المرشّحان ترامب وبايدن لكسب تأييد لوبي البعث السوري المسيطر على مطبخ القرار في مطعم شلالات عين الفيجة في شيكاغو، لعلمهما أن انتصار التيار المتطرف بقيادة بشار الأسد على حساب التيار الإصلاحي بقيادة بشار الأسد سيكون وخيماً عليهما؛ فجاء فوز بشار الأسد وقراره فصل حزب البعث عن مؤسسات الدولة ليعطي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وجزيرة ناورو شارة البدء للانضمام إلى الأغلبية العالمية الجديدة التي يتجنب كلا المرشحان الصدام معها، مما يعني أن سباق الرئاسة الأميركي مجرد شكليات لأن الرئيس قد انتُخبَ بالفعل، وسنسمع قريباً عن نقاش في الكونغرس لفرض عقوبات على الكيانات المرتبطة بسارة نتنياهو وقانون مناهضة التطبيع مع إسرائيل.

السياسة الإسرائيلية:

منذ انتهاء أعمال المؤتمر وحتى مغادرة آخر الحضور، لم يجرؤ الإسرائيليون على استهداف مطار دمشق الدولي وإخراجه عن الخدمة مرة أخرى، ولا مطار حلب؛ كما أجلوا اجتياح رفح بضع ساعات نظراً لاحتدام النقاش في المجلس الوزاري بين داع لهدنة ورافض لها، بسبب قرار الرئيس الأسد إعادة تموضع حزبه، الذي يحمل في طياته رسالة مفادها أن الشمس لم تعد تهمس همس صباح الخير سوريا، بل أصبحت تصدح بذلك مباهية الأمم؛ وبالتالي، يتحتّم على الكيان الصهيوني العدّ للـ ١٠-١١ وإعادة حساباته قبل إتمام الحزب تموضعه، لأن هذه اللحظة عندما تأتي فوالله، والله والله، لن ترى إسرائيل أي معنى لوجودها في هذه المنطقة عوضاً عن الأرجنتين أو أوغندا.

بورصة الكبتاغون:

فيما يشهد العالم انخفاضاً في أسعار الحبوب نتيجة اعتماد الدولة على تصنيع وتصدير كميات كبيرة من الكبتاجون، يأتي قرار الرئيس الأسد بتعيين ماهر الأسد في قيادة اللجنة المركزية ليتسبب بخضة كبيرة في بورصة المخدرات، ويتوقّع المتوقّعون أن تشهد الصناعة نهضة كبيرة بدخول مستثمرين وروّاد أعمال من خارج الحزب وخصخصة القطاع وفتح المجال لزيادة رأس مال وتنويع المنتجات وتقليل كلف تصديرها، بعد أتمتة القطاع والاعتماد على التكنولوجيا التي أثبتت جدارتها سابقاً في مجالات اقتصادية أخرى مثل أخذ الإتاوات على الحواجز والبطاقة الذكية. 

تداعيات كرويّة:

فصل حزب البعث عن مؤسسات الدولة يعني خروج اتحاد كرة القدم من سيطرة الرفيق عضو القيادة القطرية ليصبح متاحاً أمام الرفاق المستقلين ورجال الأعمال والتكنوقراط الذين سيضخّون استثمارات كبيرة في الدوري السوري على غرار مجموعة سيتي غروب الإماراتية في إنجلترا. لقد استوعب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم هذه الحقيقة وغيّر نظام دوري الأبطال ليزيد عدد الأندية المشاركة وحجم الاستثمارات والتسويق الرياضي في محاولة للصمود أمام النهضة الرياضية المتوقّعة للكرة السورية والزميل إياد الناصر وعربة البث. 

إعادة الإعمار … نفق المواساة أنموذجاً:

من لم يفهم الرسالة من وراء افتتاح نفق المواساة بطول ٣٠٠ متر فهو لا يفهم بالسياسة. ولا يفهم بشكل عام. لأن تدشين الدولة صرحاً بهذا الحجم والإتقان في الوقت الذي كانت اللجنة المركزية لحزب البعث تناقش جدول أعمالها لا يمكن أن يكون صدفة؛ إن هذا النفق هو نفق الأنفاق، النفق الذي يرى السوريون الضوء في نهايته، يخرجون منه من محنتهم ويسيرون في أوتوستراد إعادة إعمار الوطن حجراً على حجر، بقايا برميل على بقايا برميل، ترفرف على رؤوسهم يافطة الأمل بالعمل. 

خاتمة:

سوريا بخير، 

وقائدها بخير، 

والعالم بألف إخيـــر 

شعورك تجاه المقال؟